أمس في العاشرة مساءً و بالتحديد كنا في ""وول مارت "" (جمعية)
و بعد انتهاءنا من التسوق
جاءتني فتاة أمريكية يبدو عليها انها بالعشرينيات و معها صديقتها
أتتني باستحياء شديد
و بنبرة خجلة قالت : منذ البارحه و أنا أبحث عن حجاب لأشتريه ؟ هل تعلمين أين أجده ؟
بدى على وجهي الاستغراب فلم اتوقع سؤالها
خصوصا أن كل من يسألني عن الحجاب كان مجرد أن يبدى رأيه بأنه جميل
لكنها كانت تبحث عنه ؟
تريده ؟؟
يا ترى لماذا ؟؟
تلك التساؤلات السريعه التي انطبعت في ذهني
و بسرعه أجبتها على سؤالها و قلت :
ان الحجاب الذي ارتديه اشتريته من بلدي ؟
بدت ملامح الحزن على وجهها و قالت :
حتى مواقع التسوق في الانترنت بحثت بها لكن دون جدوى !!
فعلا أحتاجه فأنه أبحث عنه لأني أريده !!
تلك الجملة التي هزتني
تريده !! و تبحث عنه ؟
يا ترى لماذا ؟؟
قلت لها : هل لك أن تأتي معنا إلى بيتنا !
عندي الكثير و سأعطيك الحجاب هديه !
قالت لي بفرح شديد
و بإبتسامه ملأت وجهها
و لا مانع لدي أن أشتريه منك !!
زاد استغرابي بتعلقها بالحجاب !
فابتسمت لها ابتسامه أمل و قلت لها : اتبعينا بسيارتك إلى منزلنا
و فعلا تبعتنا بسيارتها هي و صديقتها
إلى ان وصلنا المنزل
نزلت من السياره بسرعه خياليه و توجهت إليها فقلت لها :
انتظريني دقيقه لأحضره
ذهبت الى المنزل
و كنت اشعر بأن خطواتي تسبقني
فتحت خزانتي و اخرجت منهما ( لفتين ) جديدتين لم البسهما
و عدت إليها بسرعه
فأعطيتها و قلت لها : واحد لك و الاخر لصديقتك
هدية مني لك اتمنى ان تعجبك
فقالت و الدموع تملأ مقلتيها : صدقيني أنها أجمل هدية في حياتي
قلت لها بخجل : هل تسمحين لي بأن أسألك سؤال ؟
قالت : بكل سرور تفضي
قلت : لماذا كل هذا الاصرار على الحجاب؟ لماذا تريدينه ؟
أجابتني بحزن شديد قد ملأ تقاسيم وجهها البرئ
يوم أمس كنت في مؤتمر , هذا المؤتمر غير حياتي , جعلني أشعر بأنني كنت في ظلال عظيم
أمورا كثيرا يجب علي ان اغيرها في نفسي و في حياتي
ايقنت انني ملزمة بارتداء الحجاب
أحببته
و اريده
اريد ارتداءه
لن تعلمي مدى الحزن الذي يملأ قلبي و وجداني
اشعر انني كنت ضائعة بين أمور أنستني نفسي و أنستني السعادة الحقيقية
ثم بكت بكاء قطع فؤادي و جعل الدموع تتساقط من عيني بكل حراره
في هذا الموقف كنت أريد فقط ان اضمها نحوي
ان اقول لها انك الان في الطريق الصحيح
ان الله يحبك لانه دلك الطريق الصحيح
مسحت دمعاتي المتساقطه و قلت لها لا تبكين عزيزتي
فسألتها : هل تعرفين كيفية ارتداءه ؟
قالت لي لااا
فأخذت واحدا فألبستها اياه
حينما رأيتها بالحجاب قلت لها بعفويه : أنت الآن أجمل بالفعل اجمل
ابتسمت ابتسامه خرجت من قلبها الطاهر
و قالت لي : شكرا لك لا اعرف كيف اشكرك
علمتها و صديقتها كيفية ارتداءه
فقلت لها نحن الان صديقات و ان كانت هذه المرة الاولى التي نلتقي فيها
فتبادلنا الايميلات
و اتفقنا على ان نتواصل بالمسنجر
.
.
ودعتها على أمل لقاء اخر
لا اعلم ان كنا سنلتقى ام لا
لكنني أعلم ان الله سبحانه و تعالى أراد لها الخير
أراد لها الحياة
بل الحياة الحقيقية في ظل السعادة الربانية
سبحانه .. يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
هذا الموقف
جعلني في سعادة غامرة لا تصفها حروفا و لا كلمات
:")